السبت، 23 ديسمبر 2017

بقلم د فواز عبد الرحمن البشير ..........هات يا ساقي

هات يا ساقي
هلا أدرت َكؤوسَ الشوقِ يا ساقي 
أم صار َهمك في الحالينِ إقلاقي

الكونُ أبصر َما عانيتُ من ظمأ ٍ
وأنت َما حركَتكَ اليومَ أشواقي

كأسي تئنُّ ولم تسمع توجعَها 
وفي مدامِكِ لو أيقنتَ ترياقي

هبني أسيرَك َوالأصفادُ مقلقة ٌ
أما رحمتَ ورمتَ اليوم َإعتاقي

فيا لقلبكَ كم يقسو ويذبحني 
ولا يجودُ بكاسٍ منكَ رقراقِ

وما أردت بهذا الكاسِ تسليةً 
لكنهُ ملجأي من ضيقِ آفاقي

لما علمتُ بأنَّ الروح َقد سُلبَت 
واستوطنَ القهرُ في أعماقِ أعماقي

ناديتُ رفقاً فإني اليومَ ذو شجنٍ 
بيتي يباعُ لأوغاد ٍوسراقِ

ومسجدي أحرقَ الأعداءُ ساحَتهُ 
ومزقوا مصحفي واستأسروا الباقي

فكيفَ أنسى وجرحي نازفٌ أبداً 
والهم ُّجرَّح آماقي وأشداقي

باللهِ هاتِ فلستُ اليومَ مبتهجا ً
والضعفُ أوهنَ آلاتي وأبواقي

دعني لأسكرَ من كأسٍ تعتقُها 
و لا تلمني على بخلٍ وإملاقِ

حارَ الدليلُ ولم تنجح مسالكُه ُ
لما كسدتُ ولم تعجبكَ أسواقي

باللهِ هاتِ كؤوساً منك َصافيةً 
ولا تدعني بهمّي أيها الساقي

د فواز عبد الرحمن البشير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق