الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص ------- سائل النَّوَّارَ عن أسْــرارهِ

سائل النَّوَّارَ عن أسْــرارهِ
قصيدة 
بقلم الشاعر الدكتور محمد القصاص

سائل النَّوَّارَ عن أسْـــــــــــــرَارِهِ *** عن شذى الأزهارِ عن بوحِ الوُرودْ
عن نسيم الصُّبحِ في همساتــــــهِ *** عن بزوغِ الفَجرِ واللَّحْنِ الغَريــــــدْ 
عن رُضَابِ الثَّغر هل علَّمنــــــي *** شرعةَ التَّقبيلِ للثَّغر الرَّغيــــــــــــدْ
عن تلاقي الشَّوقِ في أحلامــــــه *** بهجير الحُضنِ في ليلٍ جديــــــــــدْ
فإذا جاء الهوى يطلبنـــــــــــــــا *** جاءنا بالحبِّ والرأي السَّديـــــــــــدْ
يا إلهي ما مصيري دلَّنـــــــــــي *** عن مدى حبي فعزمي من حديـــــدْ
حين تصحو الطيرُ من وكناتهـــا *** تَتَغَنَّى عن حماها تحيـــــــــــــــــــدْ 
رُغْمَ أعداءِ الفضا من حولهــــــا *** فهناك الصَّقرُ أو نسْر عنيـــــــــــــدْ
تملكُ الأجواءَ عمرا إنهــــــــــــا *** لا تبالي بين خوفٍ أو وعيــــــــــــدْ
فلماذا نحن مع آلامنـــــــــــــــــا *** كل يومٍ في عذابٍ لا يحيــــــــــــــدْ
بشعورٍ حائرٍ يا ويلتـــــــــــــــي *** قُـدَّ من حَيْـدٍ عجيبٍ أو جَليـــــــــــدْ
يا تُرى يا حُبُّ هل يغدو الهــوى *** هكذا بالظلمِ والبطش الشديـــــــــــدْ
كلما عاتبتُ نفسِـــــــــي لا أرى *** غير أقداري تراءتْ من بعيـــــــــدْ
فيضيعُ العمرُ مع حزنٍ غــــــدا *** ساعَةً بالبؤسِ يأتي بالمزيـــــــــــدْ
أيها الزهرُ الذي أضحى هنـــــا *** بعبير هبَّ من بحر الخُلــــــــــــودْ
يرتدي ثوبَ عَفافٍ طَاهــــــــــرٍ *** برُضابِ الثَّغرِ يفترُّ سَعيـــــــــــــدْ
كان كالزَّهر إذا حلَّ النَّـــــــــدى *** بنسيمٍ قد أتانا من بَعيــــــــــــــــــدْ
لا يُبالي والهوى في نفحـــــــــهِ *** ساهما والحبِّ شيطانٌ مَريــــــــــدْ
لا يرومُ الصَّفحَ عن ماض غفــا *** في عيونِ الدَّهرِ والماضِي التليـــدْ
أيها المَحْبوبُ لا يحلو اللقــــــــا *** حين تبقى ساهمَ الطَّرفِ عنيـــــــدْ
فاترك البغيَ وحاذر أن تكــــــنْ *** قاطِع الشريانِ مع حبلِ الوَريــــــدْ
كلَّما قربتُه مني قســــــــــــــــــا *** لا يُبالي فالأسى منه يزيـــــــــــــدْ
لو دعاني الحُبُّ يوما للهــــــوى *** عدتُ بالآمالِ والعَقل الرشيــــــــدْ
حيثُ أمضي في خطىً ثابتـــــةً *** لم أجدْ عنها محيصَا أو مَحيـــــــدْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق