الثلاثاء، 3 أبريل 2018

بقلم/ عبدالله أيت أحمد ....مُـــروءة مثقوبــــة


مُـــروءة مثقوبــــة
من الطّين وجوهُُ وأشكالُُ وصُــوّر
أصنامُ صلصالِِ وجِبصِِ وحجـــــر
ومنه الحُصونُ والكهوفُ ومنه الحُفَــر
وكلّ أدواتُ البناءِ والهدمِ والخطـــــر
والمروءةُ المثقوبةُ لها ناب مُكشّـــــــر
تريك أسنانها البيضاء ووراءها جُرمُُ وجوْر
فلا تدبحنّ وريد الخير فتتجبّـــــر
والمنُّ يُذهب بهاءَ الّلونِ ويُكشفُ ما ستر
في الملأ بانَ الخفيُّ والزّيف قد ظهــر
سُكب ماء الحياء في القيضِ فتبخّــر
والآن سقط الحِمل عن دهــــر
يومَ انحنى ظهري وانكســـــــر
وزالت عن النّفس هُموم وأثقال كُثُــــر
فإنْ غَلُظتْ حِبالُ الشّكّ وجُنون البَشـر
كَشفتِ التّيمة كُفر الّلحن وحِقـد الوَتــر
خرج لِسانُ الحِرمِدَ من حلقِـه فانبتـــــر
واقتُلِـــعَ من جوفِه بالشّكيمة وما صبـر
وبُتِرتْ حيلةُ السّليط وخُبثِه فاندحــــر
فبُهِتَ لونُه وصار بِذَنبِه مُذَنّباََ كالبقـــــر
نهق العِربيدُ في ساحة الوغى فانتحـر
أيحسَبُ أن لا لونَ له ولا رائحة ولا شكل بين النّفــر..؟
ولكنّ قلبَه ميّت ولا ريب أنّه كالحجـــر
حسِبناه فضّةََ وتبراََ أو عنبـــــر
لكنّه ليس سِوى قطعةَ جالوقِِ مُنكسـِر
وكداءِِ في جسم الحقّ يؤدي المــــدَر
أو كدابّةِ أرضِِ حمقاءَ عليها الوَبـــــــر
تمتطي القوم وتتخطّى حُدود النّظـــر
يتهادى ذيلها وتجول بأسواق الحَضَـــر
لا أدري لِما دِرايتي يُغرِقهاّ إعصارُُ مَطِــر
ويجتاحها دائماََ وأبداََ ريحُُ صَرْصـــــَر
ويَهُبُّ على مَحاصلي فيجعلها رماداََ مُنتشِــر
فكلّما هممتُ بجمعِ أشلائي عَزْمي فَتَــــــر
أتفعلُ بي الدّنيا هكذا ككلّ البشـــــر
أم أنّي وحيدُ زمانِه ضاق عليه القــدر
أريد أنْ أخلع رداءَ حقارةِِ وذُلّ قَــــــــذِر
لأنّي لبِستُ ثَوْبَ التّواضُـــــع فَما سَتَـــر
عبدالله أيت أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق