الخميس، 29 يونيو 2017

حسن كنعان ---------- طريقُ الزاهدين :

طريقُ الزاهدين :
أعِدَّ الرّحْلَ إنّ الرّكبَ غادِ
وخُذْ  ما حُزتَ من صبرٍ وزادِ

قوافلُ كلَّ يومٍ في رحيلٍ
عن الدنيا تُقِلُّ بلا  مَعادِ

فمن غَنِمَ الحياةَ بفعلِ خيرٍ
وأقصى الخيرِ رهنٌ  بالجهادِ

فهل يخشى عن الدّنيا ارتحالاً
هناك يَقَرُّ مرفوعَ  العمادِ

جنانُ الخُلدِ طهرٌ فوقَ طُهرٍ
ودنيانا تَضِجُّ مع  الفسادِ

فإنّ العيشَ للزُّهادِ طوعُ
يلين ُ لهم بميسورِ  القيادِ

فمن ألِفَ الحياةَ على المعاصي
فليس يُريحهُ طولُ  الرُّقادِ

فعش ما شئتَ إنّ الموتَ آتٍ
لتحملَ ما جنيتَ من  الحصادِ

فلا جاهٌ يفيدُ ولا قصورٌ
ولا وجه شديدُ الحُسنِ  بادِ

اذا لم تَغنَمِ الأيّامَ نوراً
فتحتَ الأرضِ  تغرقُ في سوادِ

تخَيّرْ يا أخا لُبٍّ حكيمٍ
ولا تقضِ الحياةَ على  عنادِ

هناكَ نعيمُ ربٍّ قد حباهُ
وليس لهُ فناءٌ في  العبادِ

تعيشُ وحولكَ الأهلونَ ظلّوا
رداءكَ  في العصيّاتِ الشدادِ

وفي الجنّاتِ كلُّ النّاسِ أهلٌ
وما فيهنَّ من سَغِبٍ  وصادِ

فأعدِدْ للقا ما كنتَ تجني
ودَعْ نَهَمَ الغُلاةِ على  ازديادِ

أيترُكُ جنّةَ الأخرى حصيفٌ
يَهيمُ مع الحياةِ بكلّ  وادِ

هنا نقتاتُ من تعبٍ بقَدْرٍ
وفي الأخرى نُقاتُ  بلا نفادِ

بهذا قد تنزَّلَ قولُ حقٍّ
معَ القرآنِ فينا خيرِ  هادِ

وخيرُ النّاسِ جاءَ بهِ لنحيا
كراماً ثُمّ نرحلُ  للمُرادِ

ويومَ الحشرِ يندمُ دونَ جدوى
ويبقى الخَبُّ شيئاً  من رمادِ

شاعر المعلمين العرب
 حسن كنعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق