رحلة مع الحظ. .
لما وردت الماء ماء شرعنب
على الدامغ القبلي من أرض محطب
فأنخت رحلي بالجوار عقلته
وندبت نفسي شاديا للمطلب
في العين ما في العين شيئا خلته
بدرا تجلى نازلا للمشرب
صادفت مهرا بالغدير تزمه
تملي الدلاء به لكل السوائب
حل الذهول بي حتى أنني
لم أدر ما أروي فعدت لمركبي
قالت رويدا هاهو الماء جاريا
نعم السبيل هو لغاد وآيب
قلت سبيل الماء سهل بلوغه
به يرتوي الضمآن من قيض لاهب
لكن نارا في الفؤاد تسجرت
كيف السبيل لخمدها يا نادبي ؟!
قالت كرام معدن النبل عندنا
إن شئت إخمادا اذهب إلى أبي
فقلت لها عين الصواب فعلته
وإني له ساع فغذي واندبي
قالت هلم باعد الخطو بيننا
ليبقى دوام الود دون عواقب
فإذا اقتربنا للديار فدارنا
دار لها شرف من كل جانب
فسرت كما أوصت إلا أنني
غادرتها توا فعدت بموكبي
فدخلت دارها والحسان تلفه
تهدي الورود لنا ذات الحواجب
أخبرت عمي ما قدمت لأجله
فرد بإيجاب وربت منكبي
ويبقى رضاها فيصل القول عندها
الله أوصانا في محكم الكتب
فعنا توارى ثم أقبل مسفرا
لقد حزت ما تبغي أيها العربي
فأمهرتها ما يعجز الوصف ذكره
وزدت لها ذاك النطاق المذهب
وعدت بها شبه المليكة تحتفى
إلى ربعنا دار الكرام الأنجب
بها نبتني صرح المودة بيننا
فيزهو بأمجاد ودر الكواكب
بها يذكر الرحمن جل جلاله
بأن وفق المحظوظ خير الصواحب
بقلمي: أ/ عبدالكريم قاسم الجمالي. .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق