كنت أسير دون مظلة وبدون معطف مع أن السماء كانت سخية جدا"هذا اليوم ،،،،،،،،،،،،،،
الغيوم كثيفة داكنة والمطر ينهمر دون توقف كدموع أم فقدت طفلها الوحيد للتو ،،،،،،
كان المطر يضرب وجهي وأكتافي بقسوة شعرت وكأن رصاص يخترق جسدي المنهك ،،،،، خيل إلي أن السماء تصب غضبها علي ومع هذا تابعت السير ،،،،، ولم أكن آبه لنسمات شهر آذار المشبعة برائحة الثلج فأنا دائما" أرد بأنه لاخوف من البرد الذي
ينال الجسد أنما يجب أن أخاف حقا"
إذا ماتسلل البرد إلى الروح ،،،،،
فعندها تفقد أرواحنا دفئها ويتحول إلى مكعابات جليدية يصعب أحتراقه ،،
عندها فقط يصبح واجبا"علينا أن نعطي للموت فرصة أكبر من تلك التي تمنحونا أيها الحياة ،،،،،
الحياة كلمة أصبحت أمقتها جدا" ،،،،،
وأنا أشك في جدوى هذه الحياة ،،،،،
والحياة أصبحت فارغة ،،،،،
وتابعت السير في الطريق الذي أختاره هاربا"من جدران البيت والتفكير في الحياة عندها تختنق الكلمة في مقبرة حنجرتي المتعبة ويغدو الطريق صعب العبور
وتابعت السير في شوارع المدنية
وتمنيت أن أصب غضبي على أي شيء لتبرد نار الحقد التي تأججت في
داخلي ضد هذه الحياة ،،،،،،
وتمنيت لوكان ذلك مجرد كابوس أو مجرد أفكار سوداء داهمتني بسبب
اﻷرهاق ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ولو أمنتعت عن التفكير ﻹدركت مدى تفاهة الحياة مع كل تلك أﻷشياء التي
تقلقنا ،،،،،،،، والمخنق المرير في هذه الحياة أنها لن تنتهي بمكافأة على الآلآم أو بمشهد ختامي كما في
اﻷوبرا ،،،، بل ستلقي بنا إلى ركن مهجور كما ألقت بنا اﻷقدار ،،،،،،،،،،،
وأكثر مايحزن في اﻷمر أننا سنموت
كالحيوانات ،،،،،،،،،،،،
وأن كل شيء في العالم هراء ،،،،،،
وتمنيت أيضا" أن أرى وجهك وأنت ترسمين على شفاهك سخريةعلى
شكل أبتسامة ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بينما مازال المطر يهطل ،،،،،،،،،،،،،،،
غسان يوسف
الأربعاء، 28 مارس 2018
بقلم الشاعر ......غسان يوسف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق