تصتك فيها نجوم الغيب والشهب
استنبت الله هامي فوق أذرعها
فاخضر حبري و دمع العين والحطب
يا أم عيني و أعلى اﻷفق حاجبها
يستغرق الحلم حلما والرؤى ...حلب
تسنمت دولة السيفين أزمنة
يدور في عقربيها الحب و الحسب
عنونت فيك فراشي طول رقصته
و فاتني تاجك الماسي و اللقب
خلف الشراع شراع ﻻ غياب له
يجري الوريد به والروح و اللهب
و ها أنا صدأ الصاري يفسرني
في لجة البحر خفق القلب و التعب
زها التﻻشي و ما ضاعت سواعده
بين الدخان و جمرات اللظى نسب
و تلك آمالنا في الكأس بارقة
يرنو بأحداقنا العنقود و العنب
تلونت في حصاك اﻷرض أنملة
و الماء و النور في أثﻻمها عصب
يغفو بقرميدها ري الكرى قمر
و في حكاياتها عن بعده عتب
تنمو الشقائق في النعمان نازفة
وهكذا الحب فينا ما له سبب
و ذنبك الحسن قتاﻻ بخطرته
و ذنب هاويك في أزراره هدب
و ناهبو الشعر من أوتار سوسنة
رغم اجتهادات إبداعاتهم رسبوا
تدفأت بك أنفاسي بوحدتها
ومن غزول حرير اﻷمس أستلب
و ضيع الناي في مرعاك نغمته
و عاد تهمي بإيقاعاته السحب
و علق المتنبي قفله ذهبا
على قصيدك و استخفى به الذهب
و اﻷبجديات ما أبهى فواكها
غنى و زخرف في موالها الخشب
يلف تاريخها بالمجد مئزره
علا وتطوى على أقدامها الحقب
من نطفة العلم سطرا و اليراع هدى
و الروح باصرة تستوهب النجب
يسير عكس مرايا العتم زائرها
تﻷﻷ الدرب في خطويه والركب
أفاق قبلك من ساعيه يقترب
يستوثق الدم حبا طينه اللزب
يروي التراتيل في فجريه منهمرا
عن المآذن إذ آخته و القبب
تشطر البعد كثبانا وأشربة
و في سراب المنافي تولد القرب
كل الذبن بمنطاد السدى ارتفعوا
يوما بهجرك من شوك النوى ثقبوا
توضأ الليل من جفني وقافيتي
و المعرضون أذى عن قدسها جنب
يا بيضة الدهر في راحات بارئها
من بعدك العمر يا روح المدى عطب
وآه يا ذكريات اﻷهل مصطبحا
على شذا من أباريق الندى سكبوا
لذت قناديلها السمراء مرتزقا
حتى ترنح في مسواكها الطرب
في الطفوﻻت ألعاب مبعثرة
ما زال يلبسني من وحيها الشغب
خزفت فوق خيال الضوء أحرفها
فصار للضوء من أمشاجها نصب
تمسي البدور على كرمات سهرتنا
و نحن تحت وسادات السنى قصب
في قبضتي بحرك الساجي ولحيته
و ذي اﻷصابع من مرجانه شعب
تزلجت بجبال الريح غبطتنا
يحدو سهام أماني الذرا غلب
تذوبت بطقوس الحب أفئدتي
و ظل ثلجك نحو النار ينجذب
حمدان أوصاك حلما ، ليس يبلغه
جرح ، يشيب على فحماته الغضب
هنئت ، ينضو رمام الثوب منتصبا
وفي يديه بساط أخضر ترب
لملمت أوراق أذكاري و خاطرتي
و معجمي قارب لم يخترق سرب
رأيت ثغرك مرسوما على عنقي
فاستقرأتنا ضلوع و ازدهت كتب .