عذرا حلب
من ذا سيشجب او يدين
فاليوم قد ضاعت حلب
نيران جند الفرس تشعلها دمارا
ونراها في الافاق تخترق السحب
كل الطغاة تكالبوا علي نحرها
فلم اري من أمتي غير الشجب
تلك المدائن خلفكم قد دمرت
وكأن يوم الحشر آذن واقترب
والفارس العربي تاه صياحه
ما بين غانية وبين ابواق الطرب
ترك المرؤة والشهامة والرجوله
ترك النساء في الشوارع تغتصب
مازال يبدو صامتا وأمامه
قصف المساجد والمنابر والقبب
كل المآذن دمرتها يد البغاه
لم يبقي غير اصوات المدافع واللهب
لم يبقي في وطني ملاذا آمنا
فالكل ينتظر المصير اذ اقترب
ضاعت دياري في العراق وخربت
واليوم نبكي بعدما ضاعت حلب
وتلك ليبيا لم تداوي جراحها
فالذئب منتظرا ومعه المنقلب
كل الضباع تنازعت اشلائنا
ونحن نجلس في هدؤ ننتحب
عشرون كلبا في الملذة يلهثون
لم نجني من اصواتهم غير الخطب
فالذئب يرقب من بعيد وينتظر
متحفزا حتي يمزقنا ارب
ما لم نقاوم ضعفنا وشتاتنا
سيدون التاريخ عنا في الكتب
فاذا مكثنا في الهوان جميعنا
فانعوا معي يا قومنا موت العرب
بقلم / احمد ابراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق