&...دموع التوت...&
جثت على ركبتيها، لتلتقط حبات التوت المتناثرة هنا وهناك، تشرذمت الأفكار في مخيلتها...تصدعت مرايا قلبها...بين لحظة وأخرى تتأمل الحروف المنقوشة على جذع الشجرة...تشرد قليلا ثم تواصل عملها...هاهما يتقدمان نحوها... تسارع رجيف قلبها، واحتضر وجيفه وهي تلمح الحزن يغزو وجه أحمد...
ألقت التحية عليهما...رمقتها أم أحمد بنظرات غامضة.."هيا اجمعي أغراضك، ستذهبين مع ابني لمنزله..."
تسارع نبض الفتاة، تهللت أساريرها، قاطعت السيدة وهمت باحتضانها وتقبيل جبينها...
"وأخيرا وافقت على زواجنا سيدتي...
دفعتها أم أحمد مردفة: "زوجة ابني ثرية جدا عاشت مدللة في منزل والدها ولم تتعود على الأعمال المنزلية...ستنتقلين للعمل هناك بأجر مرتفع...
اختنقت بأنفاسها، اشتد لظى الحزن في قلبها...وجدران الثقة تنهار...تساقطت وريقات توت كسرت الهدوء...وقفت أمام أحمد...تتأمل عينيه...لم تتفوه بحرف...و همت بالمغادرة...ووعودها الزائفة تجلد فؤادها...
ناهد الغزالي/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق